فيض أو غيض
نيسان ـ نشر في 2015/09/19 الساعة 00:00
-1-
هجاء
وأنت تبتعد عنهم، من المهم أن تلتفت بين فينة وأخرى الى الخلف، فتنظر الى صورهم وهي تصغر.
كلما أوغلت في طريق الخلاص، وبين التفاتة وأخرى، ستجد أن صورهم راحت تضمحل أكثر وأكثر، حتى تتلاشى تماما.
-2-
آلة دمار شامل
الأفكار العظيمة تمخضت عن فكرة تطبيقة هائلة تخلّقت على شكل آلة طالما انتظرها بفارغ الصبر، واحتشد مع المحتشدين يوم التدشين في الساحات، ليكتشف أن الآلة - المُخلِصة- ما هي إلا مجرد بوق كبير، على هيئة مكبر صوت، يتقاتل عليه الطامحون ويتخاصمون، ويدّعي كل منهم أنه الأجدر به ليُكبرَ صراخه.
-3-
شفافية
تعودنا على أن لا نسمي الأشياء بمسمياتها، فأطلقنا على كل خبيث اسم حميد.
لماذا نغضب اذاً عندما يتكتّم السلطان على مرضه، هل نحن شفافون الى هذا الحد؟؟ ألم نُطلق على المريض وصف أنه "بعافية" ؟؟
-5-
أسير
انتظَروا رفيقهم يوم الافراج عنه على بوابة السجن، ومن فرط الانفعال والحب والتقدير، ولوّه أمرهم، فصار عليهم أميرا مزركشا مختالا ولا تنقصه إلا اشياء بسيطة، مثل الكاريزما سرعة البديهة وسلامة السريرة.
لقد نسوا في غمرة تلك اللحظات الانفعالية، أن ذاته قد تضخمت في السجن كضرورة من أجل مواجهة الجلادين، وأنهم سيعانون الى يوم الدين، من أثار ذلك السلاح الذي عادة ما يبتدعه الجسد كوسيلة دفاعية مؤقتة، لكنه يستمر.
ونسوا أن "الأسير لا يولّى".
-6-
الباحث عن دور
نسي صديقي متقصدا، أن الدور دوّار يأتي ويذهب، ولا يُذهب إليه.
ظل يتعجل دوره، حتى دارت عليه الدوائر لتلقي به الى ما وراء حواجز الحلبة.
نيسان ـ نشر في 2015/09/19 الساعة 00:00